الرئيسية
السياحه
الاستثمار
خدمة المواطنين
كيانات المحافظة
برنامج تنمية صعيد مصر
مبادرة حياه كريمه
الموارد البشرية

 
*فهرسة جديدة تعيد الحياة لـ1080 مخطوطة نادرة بمكتبة رفاعة الطهطاوى بسوهاج

المصدر: بوابة الاهرام 18/10/2016

سوهاج - أحمد جابر العراقى

شهدت محافظة سوهاج عام 1932م إنشاء مكتبة تحمل اسم "رفاعة الطهطاوي"، على مساحة 200متر داخل ذلك المبنى العتيق الملحق بمنى ديوان عام محافظة سوهاج "وقتها"، على الجانب الغربي لنهر النيل، والتى لازالت تحتضن مئات المخطوطات النادرة، لمؤلفين عاشوا في القرون الماضية، تحدثوا بين دفتيها عن العلوم الثقافية والطبية والاجتماعية والسياسية.

ورغم القيمة التاريخية والثقافية التي لا تقدر بثمن لهذه المخطوطات، إلا أنها ظلت حتى وقت قريب حبيسة "دوالايب" المكتبة، لا يُعرف عنها شيئا، مما دفع هذا الأمر مدير عام المكتبة إلى تبنى مشروع لفهرسة تلك المخطوطات على نفقته الخاصة؛ لتعود إلى الحياة من جديد.

"بوابة الأهرام " التقت جمال السيد أغا، مدير عام مكتبة رفاعة الطهطاوي، الذي يقول، إن المكتبة تضم العديد من النوادر الخطية، التي لا يوجد لها مثيل في أي مكتبة أخرى بالعالم، ومنها مخطوطات عتيقة ترجع إلى القرن الرابع الهجري، وأخرى كُتبت بأيدي مؤلفيها أنفسهم، إلى جانب مؤلفات رفاعة الطهطاوي، وشيخه حسن العطار شيخ الأزهر الشريف.

ويؤكد "أغا"، أن هذه المخطوطات تعتبر ثروة ثقافية لا تقدر بثمن، وحرصا من إدارة المكتبة للحفاظ على هذا التراث، مشيرًا إلى أنه بعرض فهرسة هذه المخطوطات على إحدى المؤسسات القومية عام 1992م، وطالبت بمبلغ 12 ألف جنيه تكلفة لإعداد الفهرس المطلوب، وكان وقتها هذا المبلغ كبير ويفوق ميزانية المكتبة، وتوقف مشروع الفهرسة لعدم القدرة على توفير هذه المبلغ، لذلك قررت فهرسة المخطوطات معتمدًا على خبرتى وجهودى الذاتية، حيث أننى أمتلك خبرة كبيرة في مجال الفهرسة

وتستوضح "بوابة الأهرام" من مدير مكتبة رفاعة الطهطاوي بعض أشهر المخطوطات التي تحتضنها المكتبة، ومراحل الفهرسة التي اتبعها، وأهم العقبات التي تواجه عمله في سياق الحوار التالي.

ما هي أهم المخطوطات التي تضمها المكتبة وسوف يشملها الفهرس؟

 تضم المكتبة 1080 مخطوطة نادرة، منها على سبيل المثال، مخطوط في اللغة العربية يرجع للقرن الرابع الهجري للمؤلف أبومنصور الجبان، وهو أقدم مخطوط في العالم العربي، ومخطوطات للشيخ أحمد الدمنهوري شيخ الأزهر، ومخطوطات الشيخ رفاعة الطهطاوي، وشيخه حسن العطار شيخ الأزهر، وعدد كبير من أمهات الكتب والنوادر.

هل وجدت دعما من المسئولين عن هذا المجال لإنجاز هذا الفهرس؟

طبعا؛ فعندما عرضت المشروع على رؤسائي استحسنوه، وشجعوني على عمل الفهرس بهدف الحفاظ على محتويات المكتبة من المخطوطات النادرة، ونشر الفهرس على مستوى العالم.

 أوصف لنا صعوبة فهرسة المخطوطات؟، وما هي المدة الزمنية المتبقية لإنهاء الفهرسة؟

 هذه الفهرسة ليست بالصعوبة التي تتخيلها، فأنا دارس تماما للمخطوطات، وأعرف كيفية التعامل معها وفهرستها، وترميم بعضها، وهذا عمل للأسف لا يتقنه كثيرون في مصر، وأقوم بعمل الفهرس على نفقتي الخاصة، عرفانا لهذه المخطوطات، التي عشت بصحبتها طوال عملي الوظيفي، الذي ينتهي في ديسمبر القادم، وأكثر ما يحزنني احتياجي إلى عام آخر على الأقل لإتمام هذا الفهرس، الذي سيوفر للدولة عشرات الآلاف من الجنيهات، ويساهم في وضع مكتبة "رفاعة الطهطاوي" على الخريطة الثقافية في العالم.

 إذا كانت الفهرسة تحتاج لكل هذا الوقت، لماذا لم تبدأ المشروع في وقت مبكر؟

 الحقيقة كان للمكتبة تجربة مماثلة في عام 1997، قام خلالها الدكتور يوسف زيدان بمعاونة العاملين في المكتبة بفهرسة تلك المخطوطات، وكان التوصيف غير وافِ لمخطوطات المكتبة، ونشر زيدان بعدها الفهرس من خلال معهد المخطوطات التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو"، وتم نشره على مستوى دول العالم.

وبعد نشر الفهرس بين الباحثين على مستوى العالم العربي، أقبلوا على المكتبة للاطلاع على المخطوطات التي تضمنها الفهرس لتدعيم دراستهم العلمية، وخلال تعامل الباحثين مع مخطوطات المكتبة، لاحظت أن الفهرس به العديد من السقطات والسهو، وخلوه من بعض المخطوطات النادرة التي تحتويها المكتبة.

هل يمكنك ذكر بعض السقطات التي شابت فهرس "زيدان"؟

 المشكلة الرئيسية أن مجهولين وضعوا عناوين على أغلفة تلك المخطوطات على غير الحقيقة، ونقلها "زيدان" في الفهرس دون التحقق من الاسم الحقيقي لهذه المخطوطات، والموجودة داخل طيات المخطوطات نفسها، ومنها على سبيل المثال، مخطوط "تفليس إبليس لابن غانم المقدسي"، وتم نشره في الفهرس بعنوان "أحزاب وصلوات وأدعية"، ومخطوط" قرة عين الناظرين" للشبراوي، ونشر بعنوان "المواعظ"، ومخطوط "زهر الأكمام في قصة سيدنا يوسف عليه السلام" ونشر بعنوان "المجالس والمواعظ"، ومخطوط "نور الظلم للامية العجم"، ونشر بعنوان "مختصر الغيث الذي انسجم في مشروع لامية العجم"، إلى جانب مخطوط عن "التوصف"، يشمل 10 مخطوطات بين دفتيه، ولم يسجل منه سوى مخطوطين فقط

هل كان ذلك الدافع لك لإعادة فهرسة المخطوطات؟

الفهرس سجل في حالات كثيرة عددًا من الصفحات أقل بكثير مما تحتويه هذه المخطوطات، هذا بالإضافة إلى أنه يوجد حوالي 50 مخطوطا نادرا لم يشملهم فهرس "زيدان"، وهو الأمر الذى أوقع كثيرًا من الدارسين والباحثين في لبس شديد، أثناء بحثهم ودراستهم لتلك المخطوطات، وكان هذا دافعا كبيرا لي لإعادة فهرسة مخطوطات المكتبة بشكل صحيح ووافى يتم فيه تلاشى تلك السقطات

 وكيف ستتمكن من إنجاز ما بدأته خاصة أنك ستصل لسن الشباب "المعاش" بعد أيام قليلة؟

 هذا الموضوع أقلق زملائي لخوفهم من توقف مشروع الفهرسة، ورضخت لنصيحتهم بتقديم طلب للسيد الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، لعمل عقد عمل لمدة عام واحد بعد خروجي على المعاش، ولو بدون مقابل، حتى أتمكن من إتمام الفهرس الجديد خلال هذه الفترة، والأمر الآن متروك لتقدير المسئولين بأهمية هذا المشروع الذي سيخدم المحافظة، ويضعها على الخريطة الثقافية العالمية.

 

الصفحة الرئيسية | عن الموقع | اتصل بنا | اتصل بمدير الموقع